-->

Translate

404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

الأربعاء، 8 مارس 2017

مقتطفات من كلمة البابا شنوده الثالث في الذكرى الأولى لنياحة البابا كيرلس السادس

مقتطفات من كلمة البابا شنوده الثالث في الذكرى الأولى لنياحة
البابا كيرلس السادس*
          بمناسبة تذكار نياحة قداسة البابا كيرلس السادس الرابعة والاربعون بحثت لك عزيزي القارئ مجلة " رسالة أم النور والعجايبي" عن موضوع من أفضل ما كتب عن قداسته ، فوجدنا كلمة قداسة المتنيح البابا شنوده الثالث التي ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لنياحة سلفه البابا كيرلس السادس. ولقد حاولنا جاهدين أن نختصر المقال على قدر الامكان مرتبطين بالمساحة بالرغم من الكلام الرائع المذكور في أصل الموضوع ، على ان يرجع من يريد المزيد في هذا الموضوع الرجوع للمرجع المذكور في آخر المقال ، حيث قال قداسته:
          " لقد مضى عام على نياحة البابا كيرلس السادس ، ولست أدري كيف مضى هذا العام على الآلاف والملايين من محبيه، الذين لم يكن في استطاعتهم أن ينسوا بركاته كل يوم، والذين كان صعبًا عليهم أن يُحْرَموا من شخصيته ومحبته وصلواته وقداساته. ونحنُ بعد هذا العام نقف لنلقي كلمة وفاء بسيطة، ومهما كانت هذه الكلمة فلا يمكن أن تَفي أو تَرْتَفِع إلى المقام العظيم الذي يجلس فيه البابا كيرلس السادس
البابا كيرلس السادس رجل لا مثيل له:
لقد أمضى حوالي 40 عامًا في خدمة الكهنوت. وفي خلال تلك الفترة، حرص في كل يوم أن يقيم القداس الإلهي. ولا يوجد في تاريخ الكنيسة كله إنسان مثل البابا كيرلس، استطاع أن يقيم مثل كل هذه القداسات. ولقد حاولت أن أُحصي عدد القداسات التي أقامها في حياته، فوجدت أنه قد صلى ما يزيد عن 12.000 قداس وهذا أمر لم يحدث في تاريخ أي بابا من باباوات الإسكندرية أو العالم أو الرهبان.
وكان يجد تعزية في صلوات القداس ولذة روحية في صلوات التسبحة وكل الذين يعرفونه شاهدوه ينزل من المقر البابوي في الثالثة صباحًا ويصلي صلاة نصف الليل ويرتل التسبحة بنفسه مع المرتلين في الكنيسة، ثم يصلي القداس
البابا كيرلس السادس تَتَلْمَذ على يد أكبر أستاذ هو ماراسحق السرياني:
ومن محبته للصلاة اختار حياة الوحدة فعاش متوحدًا مدة طويلة، وتتلمذ على أكبر أستاذ كتب في الوحدة في تاريخ الرهبنة كلها وهو القديس مار اسحق.. ونَسَخَ بنفسه كتبه على ضوء الشمعة أو لمبة الغاز في مغارته. عاش في وحدة في مغارة قرب دير البراموس. يسهر الليل في قراءة أقوال الآباء ويصلي في الفجر ويُقيم القداسات، وعاش في طاحونة قرب مصر القديمة، ثم في الكنيسة التي بناها بنفسه في مصر القديمة. ولم يخرج من بابها إلا للضرورة القصوى. وعندما اعتلى كرسي مارمرقس لم تتركه حياة الوحدة بل كثيرًا ما كان يذهب إلى دير مارمينا بصحراء مريوط.. وكان يريد أن يمتلئ لنفسه من ثمار الوحدة. كما تعلمها من مار اسحق، هي الانسلاخ من الكل للارتباط بالواحد،  لذلك كان صَموتًا لا يتكلم كثيرًا، وكان أيضًا يعهد إلى الله بمشاكله.. ويرى أن القداسات والصلوات هي التي تحل له المشاكل وليست المجهودات البشرية.
البابا كيرلس السادس كان المرشد الروحي لكثيرين:
عاش كمرشد روحي للكثيرين. وقبل أن يصير بابا الكرازة المرقسية كان أبًا في الاعتراف لمئات من طالبي إرشاده الروحي، وقد عرفت قداسته في سنة 1948 م حينما كنت أتردد على كنيسته في مصر القديمة، وانتهى بي الأمر إلى أن سكنت هناك أتمتع بقداساته وصلواته ورعايته وإرشاده في ذلك الجو الجميل في كنيسة مارمينا بمصر القديمة. كان كل زائر للكنيسة يذهب للقمص مينا المتوحد لكي يأخذ منه بركة وقربانة. 
فضائل البابا كيرلس السادس:
كان البابا كيرلس رجلًا تتمثل فيه فضائل عديدة. فقد كان إنسانًا بسيطًا هادئًا وديعًا. وكان حكيمًا عميقًا في التفكير، وكان يتميز أيضًا بالبكاء في صلاته وفي قداساته بل أنني أذكر أنه عندما وقعت القرعة الهيكلية على قداسته ليكون بطريركًا جاء لزيارة وادي النطرون، وعندما أتى إلى دير السريان ُطُلِبَ مني إلقاء كلمة تحية للأب المختار للبابوية، فتكلمت قليلًا وإذ به يمسك منديله ويمسح عينيه من الدموع، وتأثرت كثيرًا ببكائه أمام جميع الناس.
كان طيب القلب، وإذا غضب وتضايق وظَنَّ الناس أنه في ثورة كبيرة، تجده للوقت يبتسم.. أقل كلمة تُرضيه وتُرجع الابتسامة إلى وجهه. وكانت له ابتسامة رقيقة يشرق معها وجهه كله، استطاع في فترة بسيطة أن تكون له شعبية فوق العادة، فعندما تذهب إلى البطريركية تجدها مزدحمة بالناس.. الكل يأتون إليه طالبين الصلوات أو البركات أو حل المشكلات.
كان يكفيهم أن يقول لهم كلمة "إن شاء الله ربنا يحلها" وهذا يقنعهم أكثر من آلاف الآراء المُقْنِعَة.
البابا كيرلس السادس  والطقوس الكنسية:
لم يكن يستخدم كتابًا في قداساته وصلواته في كافة المناسبات لذلك كان يصلي من قلبه. وأعترف إنه يعتبر أستاذًا في الطقوس الكنسية في جيلنا الحاضر، وأنتم تعلمون أن طقوس الكنيسة تؤخذ بالتسليم وكان خبيرًا بالكنيسة وطقوسها خبرة عجيبة.  
===========================

البابا كيرلس السادس و القضاء على الحاشية:
كان أول بابا في جيلنا الحاضر فتح بابه لكل إنسان، كل فرد كان يستطيع أن يجلس معه ويكلمه بلا مانع ولا عائق، وهكذا استطاع بشعبيته وبمقابلته لكل واحد أن يقضي على فِكرة حاشية البطريرك، لأن كل إنسان يستطيع أن يعطيه المعلومات اللازمة في أذنه مباشرة، فيعرف حقائق الأمور بطريق مباشر وليس عن طريق آخر. لذلك كان يعرف تفاصيل التفاصيل في كنيستنا المقدسة.
شخصية البابا كيرلس السادس:
كان قوي الشخصية، وله هيبته عند الكثيرين.. وكان وقاره يطغى على الذين يقابلونه كما تطغى عليهم محبته. وكان قوي الإرادة عنيفًا متمسكًا فيما اعتنقه. ولا يمكن أن يتزعزع، بل راسخًا ثابتًا كأنه جبل من الجبال. لا تؤثر فيه الأحداث ولا المقاومات، وإنما يكفي أن يكون مقتنعًا بفكرته..
البابا كيرلس السادس رجل تعمير:
كان البابا كيرلس رجل تعمير في كل مكان حل فيه. ففي طاحونة الهواء في مصر القديمة بنى فيها حاجزًا ومذبحًا، ومهد المكان ليعد فيه كنيسة صغيرة لحياته الخاصة. وكان يقيم القداس يوميًا.
وعندما ذهب إلى مصر القديمة بنى هناك كنيسة وبيوتًا وعمَّر المكان، وأوجد هذه الفكرة الجميلة لرعاية الطلبة الجامعيين في حضن الكنيسة. فالطالب يحضر القداس اليومي ويكون تحت إشراف الراهب ورعايته، ويأخذ اعترافه ويوجهه إلى طريق الله.. وتعميره لهذا المكان سبب تعمير المنطقة كلها.
وعندما رُسم بطريركًا اهتم بالتعمير أيضًا. فبنى هذه الكاتدرائية الضخمة التي نقف فيها الآن وبنى الكلية الإكليريكية ومنزل الطلبة الملحق بها ومبنى المطبعة ورمم الكنيسة المرقسية الكبرى. وبُني في عهده عشرات الكنائس الجديدة وبَنَى دير مارمينا في صحراء مريوط وانتهى من بناء كنيسة متوسطة الحجم وقلالي الرهبان واستراحة للضيوف. ووضع أساسًا لكاتدرائية ضخمة، وكنت أراه بنفسي في كنيسة مارمينا يقف في وسط العمال ويشرف على البناء بنفسه.. ويكاد يكون كل مكان من تخطيطه ومن رسمه وإرشاده كشخص خبير في البناء.. كان شعلة من النشاط لا يهدأ، ولا يعطي راحة لنفسه، وكان في عمق مرضه يسأل عن الكنيسة وعن أخبارها، وهكذا قضى الفترة التي تصل إلى حوالي 12 سنة وكأنها جيل كبير مملوء بصالح الأعمال. وبالمفاهيم الصالحة.. 
البابا كيرلس السادس ونشر الكرازة خارج مصر:
ونشر الكرازة في خارج القطر، سَيُكتب في تاريخ الكنيسة القبطية أن أول كنيسة بُنيت في استراليا وفي كندا وفي الولايات المتحدة والكويت ولبنان وغيرها كانت في عهده. 
البابا كيرلس السادس وحبه للعلم:
كان رجلًا يشجع كل خادم يريد أن يخدم، ومحبًا للعلم. وعندما كان راهبًا في دير البراموس أصدر مجلة اسمها "ميناء الخلاص" وكان ينسخ منها نسخًا بعدد رهبان الدير، ولما أسس كنيسة في مصر القديمة أصدر نشرة أخرى مطبوعة باسم "ميناء الخلاص". وفي عهد بابويته أنشأ فكرة المطبعة وعندما يبني لها مكان خاص وتؤدي رسالتها في خدمة الكنيسة سيذكر الجميع فضل البابا كيرلس في إنشائها. ومهما تحدثنا عن حياة البابا كيرلس لا نستطيع أن نحصر الأعمال التي قام بها. 
أعمال بعد نياحة البابا كيرلس السادس:
ومهما تحدثنا فهناك نقطة أخرى لا ننساها، وهي الأعمال التي قام بها بعد نياحته. وهذا التعبير قد يبدو غريبًا. لقد أعَدَّ كل شيء لمشروعات عديدة، وربما تتاح لي فرصة -بصلواته- أن أقوم بهذه المشروعات، ولكني أشعر أنه هو الذي قام بها. ونحن جميعًا من أبنائه الصغار. نشعر بمقدار الفراغ الكبير الذي تركه في كنيستنا، ونرجو أن يذكرنا في صلواته وشفاعته.. فهو يستطيع أن يخدم الكنيسة في مستقره الحالي أكثر مما كان يخدمها في الجسد. 
_______________

* المصدر: الجزء الثاني من كتاب "مذكراتي عن حياة البابا كيرلس السادس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية" - القس رافائيل أفامينا - إصدار أبناء البابا كيرلس السادس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2016-2017 لـ © رسالة أم النور والعجايبى