الفارس والمنارة المشتعلة

المنارة المشتعلة

يحكى ان منذ زمن بعيد كانت هناك منارة بحرية يقوم بحراستها فارس وكانت المنارة تطل على بحر شاسع تعبره السفن يوميا وكان الفارس يحصل كل شهر على ما يكفى من الزيت لابقاء المنارة مشتعلة ومنيرة وكانت المنارة قريبة من قرية فقيرة وكثير ما كان يلجأ أهل القرية للفارس.

 ففى احد الايام زارته سيدة عجوز طلبت منه بعض الزيت لاضاءة مصباح منزلها فاعطاها ثم قصده اخر ليحصل على بعض الزيت من اجل انارة مشاعل في منزله ليحظى بالدفء وقصده ثالث ليحص على قليل من الزيت من اجل دراجته وقد كانت طلبات صغيرة رأى الفارس انها لاتشكل اى مشكلة في ان يدبر احتياجات الناس طالما بدت معقولة ومع نهاية الشهر اكتشف ما لم يكن في الحسبان ان مخزون الزيت لديه لم يصبح كافيا لانارة المنارة ولم ينتهى الشهر بعد ليحصل على حصته الثانية من دفعة الزيت الجديد وانطفأت أنوار المنارة وحدثت الكارثة تحطم عدد من السفن المارة وغرقت وهلك العديد من البحارة وبالرغم من نبل الفارس الا ان هذا لم يشفع له في التحقيقات التي اجريت معه ورغم اعتذاراته الكثيرة وسجله المشرف الا ان هذا لم يشفع له وكان الرد الصادم الذى يلقاه  اعطينك الزيت الذى يجعل المنارة مضيئة ويستمر نورها ساطعا ومرشدا للبحارة والسفن .

اعطاك الله مسحة الروح القدس بداخلك لكيما تنيرها باستمرار محافظا عليها فلا تشغلك امور العالم وان كانت امور جيدة عن خلاص نفسك وتطفئ الروح بداخلك او تقوم باعمال المحبة والخير ناسيا صلواتك واصوامك وخدمتك لله وتعلم دائما ان تبدا حوارا مع الله بمسحة النار الالهية المعطاة لك لكى لا ينقص مخزون الزيت عندك !!    

مواضيع مهمة أيضا